
حقق نادي بايرن ميونيخ الألماني فوزًا كبيرًا على فلامينغو البرازيلي بنتيجة 4-2 في مباراة مثيرة جرت ضمن منافسات دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية، والتي أقيمت على ملعب “هارد روك” في مدينة ميامي الأمريكية بحضور جماهيري فاق 60 ألف متفرج. هذا الفوز لم يكن مجرد تأهل إلى الدور ربع النهائي، بل حمل في طياته أبعادًا رمزية وتاريخية، نظرًا لندرة المواجهات بين الأندية الأوروبية والبرازيلية في السنوات الأخيرة، ولأنها المرة الأولى منذ عقود التي يواجه فيها بايرن ميونيخ فريقًا برازيليًا على هذا المستوى.
بدأ اللقاء بقوة من جانب الفريق البافاري، حيث افتتح التسجيل مبكرًا في الدقيقة السادسة بهدف عكسي سجله لاعب فلامينغو إيريك بولغار بالخطأ في مرماه بعد ضغط مكثف من لاعبي بايرن. وبعد ثلاث دقائق فقط، عزز النجم الإنجليزي هاري كين النتيجة بهدف ثانٍ رائع إثر تمريرة دقيقة وضعته في وضعية مثالية للتسجيل، ليمنح فريقه أفضلية واضحة منذ البداية ويصعب المهمة على الفريق البرازيلي. حاول فلامينغو العودة في أجواء اللقاء، ونجح بالفعل في تقليص الفارق في الدقيقة 33 عن طريق سانتوس دا سيلفا، الذي استغل هفوة دفاعية وسدد كرة قوية عانقت الشباك. غير أن بايرن لم يتأثر كثيرًا بهدف تقليص الفارق، وتمكن لاعب الوسط الألماني ليون غوريتسكا من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 41، بعد مجهود فردي رائع وتسديدة قوية أعادت الفارق إلى هدفين قبل نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، بدا أن فلامينغو لم يستسلم رغم التأخر، وواصل الضغط في محاولة للعودة، ونجح في الحصول على ركلة جزاء عند الدقيقة 55 ترجمها اللاعب جورجينيو إلى هدف ثانٍ، ليشتعل اللقاء من جديد. ومع تقارب النتيجة، بدا أن المباراة قد تتجه نحو التعقيد بالنسبة للفريق الألماني، إلا أن خبرة لاعبي بايرن وتألق خط الوسط بقيادة كيميتش، مكّنت الفريق من استعادة السيطرة. وفي الدقيقة 73، عاد هاري كين ليؤكد تفوقه ويضيف هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه، بعد تمريرة متقنة من كيميتش، أنهت آمال فلامينغو في العودة، وحسمت المواجهة لصالح بطل ألمانيا.
هذا الانتصار لم يكن مجرد فوز رياضي، بل يعيد إلى الأذهان ذكريات تاريخية، أبرزها فوز بايرن ميونيخ على نادي كروزيرو البرازيلي في نهائي كأس الإنتركونتيننتال عام 1976، والذي كان حينها يمثل قمة الصدام بين الكرة الأوروبية ونظيرتها اللاتينية. ومنذ ذلك الحين، ندر أن تواجه الفرق الأوروبية الكبرى خصومًا من البرازيل في مباريات رسمية، ما يجعل هذا اللقاء حدثًا نادرًا ومميزًا في الروزنامة الدولية. فوز بايرن اليوم يعكس مدى التطور الذي بلغه الفريق، والهيمنة التكتيكية والتنظيمية التي يتمتع بها على مستوى اللعب الجماعي والانضباط الفني، كما يبرهن على مكانة الكرة الألمانية في ساحة المنافسات العالمية.
تأهل بايرن إلى ربع النهائي سيضعه في مواجهة مرتقبة مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، في مواجهة أوروبية خالصة يتوقع أن تكون على درجة عالية من الإثارة والتكافؤ. أما فلامينغو، فرغم الهزيمة، فقد أظهر شجاعة كبيرة وروحًا قتالية تستحق الاحترام، خاصة أمام خصم بحجم بايرن ميونيخ. وبذلك، يكتب الفريق البافاري صفحة جديدة من تاريخه أمام الفرق البرازيلية، ويؤكد مرة أخرى أنه واحد من أقوى الأندية في العالم وأكثرها ثباتًا في الأداء، سواء على المستوى المحلي أو القاري أو الدولي.
إذا رغبت بمقال تحليل فني شامل حول أداء اللاعبين أو الخطط التكتيكية التي اتبعها المدربان خلال المباراة، يسعدني تزويدك بالمزيد من التفاصيل.